بمتابعتنا
لجمهور مصر بدون تفرقة ما بين أهلي و زمالك و إسماعيلي، اتصل بنا أحد
أعضاء آلتراز ديفلز الزقازيق و أسمه أحمد السمان تعرض لإصابات و كدمات في
وجهه و يده و قدمه و تم نقله من الملعب الى أحد المستشفيات حيث تم معالجة
اصابات وجهه "بغرز". و أضاف ان تقرير وزارة الصحة أن هناك 20 مصاباً فقط
هو بعيد كل البعد عن الرقم الصحيح. حيث لم يتقدم أحد بشكوى لوزارة الصحة
من بين مئات المصريين الذين نالوا نصيبهم من "البربرية".
و
أكمل السمان قائلاً، كان معنا على الطائرة اصابات عديدة و منها ما هو بالغ
خاصة للبنات بقط غائر في الرأس بالإضافة الى كسور و خلع في الكتف للعديد
ممن كانوا على نفس الطائرة.
و
قد تم تحرير محضر فور وصولهم الى القاهرة لضمان حقهم، و قد تم الإتصال
بالعديد منهم من النيابة لإستجوابهم و يبدو أن الموضوع بدأ يأخذ وضعه
لإعادة لكل ذي حق حقه.
لم
تكن رحلة المشجعين المصريين للسودان رحلة ترفيهية لتشجيع فريق كرة قدم ،
بل كانت مجزرة للمصريين الذين تواجدوا هناك من قبل المشجعين الجزائريين
الذين طاردوا جمهورنا بشكل وحشي لا يمكن أن يحدث إلا في الأفلام الأجنبية .
ويحكي أحد شهود العيان وهو مهندس مصري يبلغ من العمر 24 عاماً يدعى يوسف سمير لـ
El-Ahly.com كل
تفاصيل الرحلة التي شهدت في بدايتها تخبطاً واضحاً في مواعيد السفر وحتى
الدخول لملعب المباراة ولكن بعد نهاية المباراة اتضح أن هذا التخبط كان
الجزء الترفيهي قبل المأساة التي تعرض لها الجمهور المصري .
يقول
يوسف " بعد نهاية المباراة ذهبت أنا ووالدي وشقيقي الصغير "14 سنة" واثنان
من أقاربي الى الموقف الخاص بحافلات المصريين وركبنا حافلة صغيرة تتسع
لقرابة 26 فرداً ولكنها تحركت بعد أن ركب فيها 16 مشجع مصري بعدما طالبنا
السائق بالتحرك قبل خروج الجزائريين من الاستاد وفقاً للخطة الأمنية " .
ويضيف
يوسف " بعد تحركنا بقليل فوجئنا بإتصالات هاتفية من بعض الأصدقاء الذين
كانوا ينتظرون في الموقف يصرخون ويطالبون بالنجدة بعدما قامت الجماهير
الجزائرية بتحطيم بوابات الاستاد وقاموا بعمل كردون دائري حول جميع
الحافلات في الموقف ورشقوها بالحجارة حتى تحطمت كلها وهنا حمدنا الله على
أننا تحركنا ظناً منا أننا أصبحنا في مأمن ".
ويضيف
يوسف "بعدها بقليل وجدنا الجمهور الجزائري يقوم بإغلاق كل الطرق المؤدية
للمطار وقاموا بتطويق حافلتنا وهم يسبون مصر وبطالبونا بفتج زجاج الحافلة
وهم يلوحون بالسيوف والمطاوي والحجارة وكنا نحاول تفادي الموقف بمجاراتهم
بالمباركة على النصر بدون فتح الزجاج ".
ويضيف
"فجأة وجدنا الحجارة تنهال علينا وتحطم كل نوافذ الحافلة فاحتمينا في قلب
الحافلة ونحن منبطحين على الأرض في الوقت الذي بدأوا فيه محاولات الصعود
للحافلة ، ووقتها تأكدنا أننا سنموت لا محالة وفكرت في النزول لهم لمحاولة
الدفاع عن كل من معنا لولا والدي الذي أصر على عدم نزولي .. وقام أحد
المصريين معنا بالإتصال بالسفارة المصرية بالسودان طلباً للنجدة ولكن جاء
الرد بأنهم لا يستطيعون مساعدتنا في ظل الوضع الراهن ! " .
ويضيف
" أنقذنا السائق السوداني الذي أخذ يتحرك بالحافلة يمينا ويساراً محاولاً
الإطاحة بالجزائريين من حوله حتى تمكن من الخروج "من خرم إبرة" عندما سلك
أحد الطرق الجانبية لنهرب تاركين خلفنا حافلة أخرى بها مصريين تحت الحصار
ولكننا لم نستطع مساعدتهم لنجد حافلة مصرية أخرى ولكنها كبيرة في طريقنا
فركبنا معهم بعدما كانت حافلتنا قد تشوهت تماماً بعدما رأينا أن نحاول
التجمع سوياً لمواجهة التجمعات الجزائرية ".
ويضيف
يوسف " أثناء سيرنا في الحافلة كنا نرى الجزائريين يركبون السيارات النصف
نقل والتويوتا والميكروباص وهو يلوحون بالأسلحة وكنا نتسائل عن كيفية
توفير كل وسائل النقل هذه والأسلحة في الوقت الذي نعاني فيه حتى وصلنا
لنقطة تفتيش سودانية فاصحطحبتنا سيارة للشرطة حتى وصلنا للمطار " .
ويضيف
يوسف " عندما وصلنا للمطار وجدنا مشهداً مرعباً .. فالمصريون كلهم مجتمعين
وسط حالات من البكاء الهستيري والاصابات والدماء تنزف من الأغلبية مع وجود
أنباء تتردد عن تعرض شاب مصري للذبح بمطواة جزائرية في رقبته أردته قتيلاً
في الحال فيما ردد البعض ان هذا الشاب يتلقى العلاج في أحد المستشفيات
بالإضافة لشابة راحت عينها ضحية الحجارة والطوب الجزائري بعدما تمت تصفية
عينها تماماً " .
ويضيف
يوسف " بعد هذه المعاناة كنا نقف في المطار ننتظر وصول الطائرات المصرية
بعدما علمنا عن وجود جسر جوي ينقلنا لبلادنا وبالطبع كان كل فرد يركب في
أي طائرة بدون السؤال عن جواز السفر أو الرحلة التي يسافر عليها أو أي شيء
.. فأنا نفسي عندما ركبت على طائرة تابعة لغير شركة مصر للطيران التي
سافرت تابعاً لها لم أسأل سوى ان كانت هذه الطائرة تتوجه للقاهرة وعندما
أجابوا بالايجاب لم أتمالك نفسي من فرط الاجهاد وذهبت في النوم حتى وصلت
للقاهرة " .
الى
هنا انتهت قصة أحد شهود العيان الذين تواجدوا في رحلة الموت .. والسؤال
يبقى عن حقنا وكرامتنا المهدرة ومن يعيدها لنا بعد رحلة بدأت من أجل
مشاهدة مباراة كرة قدم وانتهت بالدماء والاصابات وأنباء عن قتلى !